مؤسس المخابرات

مؤسس المخابرات القطرية يكشف مخططات قطر الخبيثة وإفشاء أسرار الحكام العرب

  • مؤسس المخابرات القطرية يكشف مخططات قطر الخبيثة وإفشاء أسرار الحكام العرب

عربي قبل 5 سنة

مؤسس المخابرات القطرية يكشف مخططات قطر الخبيثة وإفشاء أسرار الحكام العرب

كشف اللواء محمود منصور، مؤسس المخابرات القطرية، الكثير من الأسرار والتفاصيل الدقيقة عن فترة عمله في جهاز المخابرات القطري لأكثر من 8 سنوات ، كما سرد لأول مرة  معلومات عن مخطط قطر الذي كان يهدف إلى تقسيم المملكة العربية السعودية، وكيف كانت تفشي أسرار الحكام العرب إلى جهات أجنبية ، وتحدث عن توغل إسرائيل في الشأن القطري وطلب إسرائيل تعيين جواسيسها في جهاز الأمن القطري ، وسجن بوهامور "الوجه الحقيقي لقطر" واستيلاء الدوحة على بترول البحرين.

وقال منصور  في حوار مع صحيفة “إندبندنت عربية”: “كان معروفًا للقادة العرب نقل حمد بن جاسم كواليس الاجتماعات السريّة بين الرؤساء والقادة العرب إلى من يعمل معهم من أجهزة استخباراتية أجنبية، الأمريكية والإسرائيلية تحديدًا، بعد أن أصبح وزيرًا للخارجية القطرية، فكانوا يتوخون الحذر أمامه".

وأضاف: " لهذا كان القذافي يتحدّث أمامه بكل ما يريد إيصاله للإدارة الأمريكية بشكل غير مباشر، وفي المقابل تحدّث بن جاسم للقذافي عن تقارير قدمها للمخابرات البريطانية عن أوضاع الخليج العربي، بخاصة مخطط تقسيم السعودية وما كان يسمعه من المخابرات الأميركية كذلك في هذا الشأن".

وأوضح منصور  أن “(بن جاسم) كشف لـ(القذافي) بأن الدوحة تسعى بكل وضوح إلى تقسيم السعودية ودعم قطر لثورة داخلية في السعودية حتى لو راح ضحيتها آلاف الأبرياء، على أن يكون التقسيم بين نجد والحجاز عن طريق بث سموم الفتنة، خاصة مع فشل قطر في تدشين قوة عسكرية مؤثرة يمكنها زيادة النفوذ القطري في المنطقة أسوة بالسعودية.

وتابع منصور: " كانت السعودية في ذلك الوقت على خلاف مع (القذافي)، وكان السعوديون يعلمون بعلاقة القذافي بحمد بن جاسم وحمد بن خليفة، لكن القذافي أطلع السعودية والمخابرات الأمريكية والفرنسية على حوار مسجّل بينه وبين حمد بن خليفة، يقترح فيه القذافي على حمد بن خليفة اجتياح السعودية والتخلص من أسرة آل سعود.

وأضاف مؤسس المخابرات القطرية، أن "حمد بن خليفة أجاب ضاحكاً: ولكن حكّام السعودية ناضجون بما يكفي حتى لا يسمحوا لأحد أن يجتاح بلادهم، وصُعق حمد بن خليفة عندما نما إلى علمه في أحد اجتماعات دول مجلس التعاون الخليجي أن الملك عبد الله، رحمه الله، عرف بأمر هذا الحوار التآمري".

 

مخابرات قطر "مقهى للسوالف"

وقال  منصور أن دائرة المخابرات العامة القطرية لم تكن إلا "مقهى للسادة المديرين"، يقول "لقد كان العاملون يقضون وقت الدوام في السوالف (الأحاديث الجانبية) وكانت الدائرة مجرد مكتب للمخبرين، يديره غير قطريين، مهمتهم جمع تقارير أسبوعية عما يدور في المجالس القطرية التي تشبه صالونا كبيرا يجتمع فيه القطريون كل مساء للمسامرة، وكان المواطنون يعلمون أن هذا (المندسّ) يتجسس عليهم فكانوا شديدي الحرص، كان الدرس الأول لهم أن يحترموا خصوصية المواطن والمُقيم والأعراف والتقاليد، وذلك بعد إجراء مقابلات عدة لاختيار مجموعة قطرية مميزة يتوّفر فيها السمات اللازمة لضابط المخابرات، وتدريبهم وتوزيعهم على الشُعَب المطلوبة، وبدأنا العمل بشكل جديّ ومنهج علمي جديد، كما حددت اختصاصات جهاز المخابرات العامة القطري، فقمت بفصل الاختصاصات بين الأجهزة الأمنية الأخرى كالمباحث على سبيل المثال".

قطر تستولي على بترول البحرين

 

وكشف اللواء محمود منصور معلومة في منتهى الخطورة حول حقيقة الثروة البترولية في قطر بقوله "اكتشفت أن آبار البترول القطرية في منطقة مدينة (دخان) كان تُحفَر بطريقة (مائلة) في التسعينيات بشكل غير قانوني، ما يتيح للقطريين الاستيلاء على البترول أسفل منطقة (حوار) البحرينية (تبعد نحو 20 كم من الجنوب الشرقي لأقصى جنوب البحرين). وهذا سر يُعلن للمرة الأولى ويعطي تفسيراً للصراع الكبير الذي خاضته قطر ضد البحرين لضم ملكية (حوار) لها، لدرجة رفض الوساطات السعودية لحل هذا الصراع، ومن ثم إحالة قطر ملف جزر حوار للتحكيم الدولي، والتي قضت لاحقا بأحقية البحرين في جزر (حوار).

سجن بوهامور "الوجه الحقيقي لقطر"

مصير المعارضين للانقلاب القطري لم يكن إنسانياً، زُجّ بالمئات في المعتقلات ليتعرضوا لكل صنوف التعذيب، كما أُعدم آخرون، ومن المثير أن تضم المعتقلات ضباطا مهمين في جهاز المخابرات العامة القطري كذلك، يكشف اللواء منصور "يعد معتقل بوهامور الأشهر والأكثر دموية، تأسس ليكون المكان الذي يطلّ منه المعارضون لانقلاب حمد بن خليفة على الحياة، هذا المعتقل هو الوجه الحقيقي لقطر يفضح شعاراتها الزائفة عن حقوق الإنسان والدفاع عن الحريات في بلدان الوطن العربي، أُطلق عليه (معتقل غوانتانمو قطر)، مورست فيه كل أشكال التعذيب والتنكيل بالمعارضين بشكل مُقزز يجافي الإنسانية، شهدت أروقته الانتقام الدموي من كل من ورد عنه بلاغ أو وشاية بأنه من أنصار الشيخ خليفة بن حمد، لتبدأ سلسلة اعتقالات واسعة للجميع وقدم الكثيرون لمحاكمات عاجلة ليصدر بحقهم أحكام الإعدام".

يواصل منصور "الاعتقالات الواسعة وصلت الجهاز، خاصة ضد أبناء قبيلة (آل مرة)، والتي تعد من أكبر قبائل قطر وشبه الجزيرة العربية وكانت رافضة للانقلاب، من لم يُعدم منهم يُفصل من عمله بدون معاش، وجرت استدعاءات واسعة لضباط الجهاز إلى الديوان الأميري، كنا لا نرى هؤلاء الضباط والأفراد إلا بعد أسابيع، وعندما يعودون يغلب عليهم الصمت والاكتئاب، لكن الملازم أول إبراهيم عبد الله الملا والملازم محمد طيب عباس أنهيا جدار الصمت وأخبراني أنهما كُلّفا من الديوان الأميري بتوصيل أموال ووسائل إلى أشخاص شرق السعودية مقابل بقائهما في الجهاز، بل وعلى قيد الحياة، لتنفيذ مهام محددة ضد المملكة".

إسرائيل تتوغل في الشأن القطري

منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده توالت التفاصيل المذهلة، قطر فتحت الباب على مصراعيه للوجود الإسرائيلي على أرض الدوحة، وكان الأمر جدّ خطير بخاصة أن جهاز المخابرات القطري نُحّي تماما عن تفاصيل هذا الوجود، يشير منصور "رصدنا وصول وفود إسرائيلية عن طريق مطار عَمّان الأردني، دون أن يخطرنا الديوان الأميري أو وزارة الخارجية، كنا نظنّ أنها لدعم عملية السلام والقضية الفلسطينية، لكن بدأت الأمور تتضح بقفزات سريعة مع انطلاق شبكة قنوات (الجزيرة) العنيفة والمربكة وتدشين القاعدة العسكرية الأمريكية، حذرنا مرات عدة في تقارير رسمية من أجندة خارجية محددة من قوى خارجية، ما حدث وقتها كان مفاجئاً للجميع، أعلن الأمير الجديد أن قطر يسعدها بيع غاز الشمال إلى إسرائيل، ولم ينم الجهاز بعد هذا التصريح، من دون مقدمات ومن دون العودة إلينا كجهاز للمخابرات، ومن دون دراسة ردود الفعل العربية والإقليمية والدولية، رفعنا الأمر إلى الشيخ حمد بن خليفة الذي أبدى عدم الاكتراث كالعادة، وقال لرئيس الجهاز نصاً: بلا خرابيط".

 

ويضيف "الشيخ حمد بن جاسم دأب على المطالبة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وترجمه على الفور باتفاقية وقعت في 31 أكتوبر  1995، بموجبها نُقل الغاز القطري إلى إسرائيل، ومثّل فيها قطر وزير الخارجية حمد بن جاسم، ومثّل إسرائيل شمعون بيريز".

افتتاح مكتب تمثيل المصالح الإسرائيلية بالدوحة

المفاجآت تتوالى على جهاز المخابرات القطري في تلك الفترة خاصة بعد أن أصبح في بعض الأمور الحساسة "آخر من يعلم"، وفق خطة محكمة من القصر الأميري، يقول منصور "صباح 24 مايو 1996 وردنا من رئيس مكتبنا بمطار الدوحة، أن وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى سيصل مساءً، أصابنا الهلع بعد أن وجدنا شمعون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق على رأس الوفد لافتتاح مكتب تمثيل المصالح الإسرائيلية في الدوحة، بعد توقيع اتفاق فتح مكتب تمثيل تجاري وإنشاء بورصة للغاز القطري في تل أبيب مقابل ترشيح إسرائيل لقطر لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن أبريل (نيسان) 1996، خلال مباحثات مباشرة بين وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ونظيرها القطري حمد بن جاسم آل ثاني".

 

ويتابع منصور "كانت الوتيرة السريعة للتطبيع القطري الإسرائيلي بعد هذه الزيارة فوق الوصف، توغلت إسرائيل سريعا في كل المجالات، وصولاً إلى لقاءات جمعت بين حاخامات يهود ورجال دين مسلمين، على رأسهم يوسف القرضاوي، وأعدت شركات إسرائيلية برامج سياحية خاصة ومتنوعة للمواطن القطري ووضعته على الخريطة السياحية الإسرائيلية، وبالفعل بدأ مواطنون يترددون على إسرائيل ومستوطناتها، أعربنا  للأمير الشيخ حمد بن خليفة عن بالغ قلقنا، وكتبت نصاً (إسرائيل لن تفوّت هذه الفرصة لتجنيد أكبر عدد من الجواسيس والعملاء من مرتادي الأماكن السياحية في إسرائيل)... لكن لا حياة لمن تنادي، استمر مسلسل التطبيع تحت ستار شراكات بالأمر المباشر بين رجال أعمال قطريين وإسرائيليين، لتبلغ العلاقات القطرية الإسرائيلية ذروتها بزيارة شيمون بيريز للدوحة لمشاركة الطلاب القطريين في مناظرات، كما زار عدة مرافق بالدوحة، ومنها قناة (الجزيرة) وجامعة (كورنيل) الأميركية للطب، وسوق واقف".

إسرائيل تطلب تعيين جواسيسها في جهاز الأمن القطري

 يكمل اللواء منصور سرد التفاصيل السرية التي تعلن للمرة الأولى "في عام 1997 رصد جهاز المخابرات القطري عمليات تجنيس واسعة لإسرائيل لغير العرب بالجنسية القطرية، ودرّبت مجموعة من هؤلاء الشباب المُتجنسين بمعهد ايزخاروف على الإعلام المخابراتي، وطلبت إسرائيل بشكل مباشر إحلالهم مكان القطريين في مراكز سياسية مهمة، من بينها تعيين ثلاثة بجهاز الأمن القطري. وذكر اللواء منصور أسماء هؤلاء المسؤولين وأصولهم وتحتفظ إندبندنت عربية بأسماءهم.

 

قطر تدعم الحوثيين منذ وقت مُبكر

يقول اللواء منصور "خلال التسعينيات بدأت قطر تدفع مندوبي الجمعيات الخيرية القطرية للتنسيق مع عناصر يمنية متأسلمة مستخدمة المساعدات المالية الضخمة ليكونوا عناصر قوية لها في الوقت المناسب داخل العمق اليمني، وتعاون مندوبو قطر مع عناصر من تنظيم القاعدة باليمن، مع التركيز على دعم وجود هذه العناصر في محافظة صعدة مع الحدود المشتركة مع السعودية، وبالفعل أُنشئت مؤسسة قطرية يمنية للتنمية في صعدة تتولى تقديم المساعدات لعناصر الحوثيين وتم استخدام السياسي اليمني المعروف، عبد الكريم الإيرياني، كممثل لنظام علي صالح في التفاوض مع الحوثيين في المباحثات التي عقدت في الدوحة والتي انتهت بتوفير الحماية لمجرمي الحوثيين الذين حملوا السلاح ضد الدولة بالعفو عنهم وأيضا تعويضهم".

قطر تحاول تجنيد منصور بعد 16 عاماً

بعد ما يقرب من 16 عاماً كان للقطريين فصل جديد مع اللواء محمود منصور مؤسس جهاز مخابراتها، يكشف منصور للمرة الأولى أن قطر حاولت تجنيده كعميل لها، يقول "بعد تولي الإخوان الحكم في مصر بشهرين، فوجئت باتصال هاتفي من تلميذي السابق بالجهاز اللواء غانم الكبيسي، الذي تولى رئاسة الجهاز فيما بعد، ألحّ عليّ لمقابلته خلال وجوده بالقاهرة بفندق الفورسيزونز بمنطقة جاردن سيتي، كان في استقبالي مع مجموعة من ضباط الجهاز، ومنهم العميد جاسم آل محمود، مساعد الكبيسي للشؤون القانونية، وآخرون أغلبهم من شباب ضباط الجهاز الجدد، عرفهم بي: اللواء محمود منصور الأب الروحي لجهاز المخابرات القطري. دارت نقاشات عامة عن أحوال مصر، وانتهى اللقاء، لأتلقى اتصالا بعد يومين من ضابط قطري آخر، والذي يشغل منصب رئيس التطوير التكنولوجي في الجهاز، ليبلغني أنه سيكون في القاهرة اليوم التالي ويريد مقابلتي، وبالفعل التقيته بعد وصوله للقاهرة وسألته مباشرة عن سبب طلب اللقاء، أخذ يدور ويراوغ في الإجابة، وبعد ارتباك كبير قال لي "جئت في مهمة رسمية، فقد أسند إليّ جهاز المخابرات العامة القطري أن أعرض عليكم التعاون معنا، فنحن نقدّر دوركم السابق في تأسيس الجهاز، كل ما نريده بعض المعلومات، وكما تعلمون ستكون المكافأة مجزية تليق بالأب الروحي للجهاز، فسألته: معلومات لجهاز المخابرات القطري؟! فلم يُجب، فأردفت قائلا: واختاروك أنت لتجنيدي كجاسوس على بلدي؟!".

 

 

التعليقات على خبر: مؤسس المخابرات القطرية يكشف مخططات قطر الخبيثة وإفشاء أسرار الحكام العرب

حمل التطبيق الأن